يستدعي علاج أمراض الشرج خبرة وتمرسًا من قبل الطبيب المسؤول عن علاج الحالة، إذ يتعامل مع منطقة شديدة الحساسية لدى المريض، وعادة ما تطول رحلة علاجها بسبب عدم لجوء المريض إلى الطبيب سوى بعد مراحل متأخرة من مرضه؛ لحرجه من طبيعة الكشف والخوف من العلاج، ولعل أشهر أمراض الشرج شيوعًا هو الناسور الشرجي.
ولذلك خصصنا حدثينا في هذا المقال لذكر كافة المعلومات عن أعراض وأسباب ناسور الشرج وأنواعه، إضافة إلى الأساليب العلاجية التي يتبعها الأطباء للسيطرة على هذا المرض وتحقيق الشفاء التام للمرضى، لذا ننصحكم بمتابعة القراءة.
ما هو الناسور الشرجي؟ ومن هم الأكثر عرضة للإصابة به؟
الناسور الشرجي هو عبارة عن قناة غير طبيعية تنمو بين أنسجة القناة الشرجية من الداخل والجلد المحيط بفتحة الشرج من الخارج، وعادة ما تكون هذه القناة بمثابة ممر للإفرازات الصديدية والسوائل كريهة الرائحة والبراز من القناة الشرجية إلى الخارج.
يظهر الناسور الشرجي في الرجال بمقدار الضعف مقارنة بالنساء، وخاصة من يتعرضون خلال مراحل حياتهم إلى بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرص إصابتهم بهذا المرض.
لعل أهم الفئات المعرضة للإصابة ناسور الشرج :
- محبو الأكلات الحارة.
- مرضى البواسير أو الشرخ الشرجي المزمن.
- مرضى الإسهال أو الإمساك المزمن.
- الخاضعون إلى جراحة سابقة في فتحة الشرج.
- مرضى الأورام الذي تعرضوا للإشعاع في منطقة الحوض.
- مرضى التهاب الغدد العرقية الذي ينتج عنه تكون خراريج في الغدد العرقية المحيطة بفتحة الشرج.
ومن حسن الحظ أن أعراض هذا المرض تظهر جلية في بداية الإصابة، ويمكن للمريض ملاحظتها بسهولة.
تعرف على : تكلفة عملية الناسور بالليزر في مصر
ما هي اعراض الناسور الشرجي؟ وهل حقًا تتشابه مع الشرخ الشرجي؟
تنطوي أبرز أعراض الناسور الشرجي على ما يلي:
- ظهور إفرازات صديدية أو مختلطة بالدم وكريهة الرائحة في الملابس الداخلية.
- ألم شديد ونابض بالقرب من فتحة الشرج يتفاقم عند الجلوس أو المشي أو العطس أو التبرز.
- تورم وحكة واحمرار شديد حول فتحة الشرج.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم والارتعاش.
- التعب والإعياء العام.
وعند النظر إلى أعراض ناسور الشرج نجد أنها تتشابه قليلًا مع أعراض الشرخ الشرجي، خاصة في الآلام التي يشعر بها المريض، ولكن عادة ما تظهر أعراض الشرخ خلال التبرز وبعدها، وتكون الإفرازات الناتجة عنها دموية؛ بسبب الجرح الموجود بفتحة الشرج، على عكس الناسور الذي تكون لأسباب مختلفة عن الشرخ تمامًا.
قد تود التعرف على : عملية الشرخ بالليزر
اسباب الناسور الشرجي وبعض العوامل التي تزيد فرص الإصابة
يكمن السبب الأساسي وراء تكوُّن ناسور الشرج في إصابة الغدد الشرجية بالالتهاب والعدوى، ما نتج عنه تكون خراج بالقرب من فتحة الشرج.
يؤدي إهمال علاج الخراج الشرجي إلى تكاثر البكتيريا في العضلات والأنسجة المحيطة بفتحة الشرج، ما يُسفر في النهاية عن تكون قناة متصلة ما بين القناة الشرجية من الداخل والجلد من الخارج تُصرَّف من خلالها السوائل الموجودة داخل الخراج.
وقد تشمل أهم عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بالناسور الشرجي:
- ضعف المناعة.
- الإصابة بالتهاب القولون التقرحي.
- الإصابة بمرض كرون.
- المعاناة السابقة من خراريج حول فتحة الشرج.
واستنادًا لحديثنا السابق عن اعراض الناسور الشرجي وعوامل الخطر التي تزيد فرص الإصابة به، نستنتج أن تشخيص هذا المرض لا بد أن يعتمد على معايير عدة لتحديد خطة العلاج المناسبة، وهذا يُفسر عدم اعتماد الأطباء على الأعراض فقط لتشخيص هذا المرض، ولجؤهم إلى أساليب أكثر تطورًا.
اقرأ ايضا : عملية البواسير بالليزر
تشخيص الناسور الشرجي لا يعتمد على الأعراض فقط!
في رحلة تشخيص ناسور الشرج قد يُرشحك الطبيب إلى مراحل عدة يستنبط من خلالها نوع الناسور الذي تعانيه وطوله وموقعه وحجمه، لعل أهم هذه المراحل:
الفحص السريري
خلاله يتمكن الطبيب من رؤية عدد الفتحات الخارجية للناسور الشرجي ويمكنه فحص الشرج داخليًا واستكشاف قنوات الناسور الداخلية أو أي خراريج داخل القناة الشرجية.
التصوير بالرنين المغناطيسي
يمكن لأشعة الرنين المغناطيسي تصوير جميع قنوات الناسور الداخلية بدقة والكشف عن نوع الناسور وكافة تشعباته.
منظار المستقيم
في بعض الحالات التي لا تظهر فيها فتحة خارجية للناسور، قد يضطر الطبيب إلى عمل تنظير داخلي للقولون؛ الذي يساهم في تكبير الصورة آلاف المرات والكشف عن مصدر الناسور من الداخل.
بالانتهاء من هذه الفحوصات يتمكن الطبيب من تحديد نوع الناسور الشرجي الذي يعانيه المريض ومن ثم يرشحه إلى الأسلوب العلاجي المناسب لهذا النوع.
انظر ايضا : افرازات بعد عملية الشرخ بالليزر
انواع الناسور الشرجي
يُصنف الناسور الشرجي إلى أنواع عدة حسب درجة مرور قناة الناسور بعضلات فتحة الشرج، لعل أهم هذه الأنواع:
- الناسور السفلي البسيط، وعادة يقع تحت العضلة الخارجية لفتحة الشرج.
- الناسور العلوي، ويقع فوق العضلة الداخلية لفتحة الشرج.
- الناسور المتشعب، وعادة يحتوي على أكثر من قناة داخلية قد تمر خلال عضلات الشرج بالكامل، وهو أكثر الأنواع تعقيدًا.
- ناسور بين العضلة الداخلية والخارجية لفتحة الشرج.
اقرا ايضا : الخراج والناسور
هل يمكن أن يلتئم الناسور الشرجي من تلقاء نفسه؟
لا يمكن للناسور الشرجي الالتئام من تلقاء نفسه؛ وذلك لأن قناة الناسور تُعد بيئة غير مناسبة لالتئام الأنسجة بسبب البكتيريا والخلايا الميتة والإفرازات الصديدية، لذلك لا بد من التدخل لعلاجها جراحيًا.
لم لا يمكن علاج الناسور الشرجي دوائيًا؟
لا يمكن للأدوية -مثل المضادات الحيوية- شفاء الناسور، فالوسيلة الوحيدة للتخلص من قناة الناسور تكون باستئصالها جراحيًا أو كيها باستخدام ألياف الليزر والتأكد من غلق جميع فتحات الناسور الداخلية والخارجية.
وفيما يلي نتطرق بمزيد من التفاصيل إلى أساليب علاج الناسور الشرجي الجراحية.
تعرف على : علامات شفاء البواسير الخارجية
أساليب علاج الناسور الشرجي من الأقدم إلى الأحدث
تشمل أبرز الأساليب العلاجية للناسور الشرجي ما يلي:
انظر ايضا : اعراض البواسير الخارجية عند النساء
عملية الناسور الشرجي بالجراحة المفتوحة
بالنسبة للناسور السفلي البسيط فعادة ما يُعالج على مرحلة واحدة فقط بالتدخل الجراحي المفتوح؛ إذ يُحدد الجراح طول قناة الناسور وبدايتها ونهايتها من خلال إدخال مسبار المنظار في فتحة الناسور، ومن ثم يستأصل كافة الخلايا التي تحتوي على قناة الناسور.
ولا يصنع الجراح أي غرز جراحية لإغلاق جرح العملية، بل يترك المنطقة تلتئم من تلقاء نفسها تدريجيًا.
أما عن الناسور العلوي المعقد والذي يشمل جزء من عضلات فتحة الشرج، فعلى الأغلب يستدعي علاجه خضوع المريض للتدخل الجراحي على مرحلتين، هما:
- المرحلة الأولى، وتسمى بوضع السيتون، وهي عبارة عن خيوط جراحية غير قابلة للامتصاص يضعها الجراح في قناة الناسور مدة معينة لإبقائها مفتوحة أكبر فترة ممكنة وتصريف جميع الإفرازات الكريهة الموجودة بها؛ لتعزيز التئام هذه المنطقة جيدًا.
- المرحلة الثانية، خلالها يُزيل الطبيب السيتون ويستأصل قناة الناسور بعد التأكد من تفريغها لكافة الإفرازات الموجودة بداخلها.
اقرأ ايضا : أسباب نزول دم بعد عملية البواسير
عملية الناسور الشرجي بالليزر
تُعد عملية الناسور الشرجي بالليزر من التقنيات التي أستُحدثت مؤخرًا لعلاج النواسير البسيطة والمعقدة، وقد حازت استحسانًا كبيرًا من قبل الجراحين والمرضى؛ إذ تنطوي خطواتها على إدخال قسطرة الليزر في قنوات الناسور وكيها تدريجيًا من الداخل إلى الآخر، وبالتالي تُغلق قنوات الناسور نهائيًا دون حاجة إلى استئصال أي من الأجزاء المحيطة بها وخاصة عضلات الشرج جراحيًا.
أيهما أفضل علاج الناسور الشرجي بالجراحة أم الليزر؟
بوجه عام لا شك أن تقنية الليزر تمنح مرضى الناسور الشرجي مزايا عدة مقارنة بالجراحة المفتوحة، لعل أهمها:
- فترة تعافي أسرع وإقامة أقل في المستشفى.
- ألم أقل بعد العملية مقارنة بألم الجراحة المفتوحة الذي يستدعي تناول مسكنات ألم قوية.
- عودة أسرع إلى العمل وممارسة الحياة الطبيعية.
- فرص أقل لعودة الناسور مرة أخرى.
- زيادة فرص الحفاظ على العضلات العاصرة لفتحة الشرج والوقاية من السلس البرازي -أحد مضاعفات الجراحة المفتوحة-.
رغم هذه المزايا، قد لا تفلح تقنية الليزر وحدها في غلق فتحات الناسور الداخلية والخارجية في حالات الناسور المعقد أو المتشعب، لذلك يلجأ الجراحون في هذه الحالة إلى الدمج ما بين تقنية الليزر والجراحة المفتوحة؛ لإغلاق قنوات الناسور المارة عبر عضلات الشرج دون حاجة إلى استئصال أجزاء كبيرة منها تُصيب المريض بالسلس البرازي.
ولا شك أن نجاح عملية الناسور الشرجي لا يقتصر فقط على اختيار التقنية المناسبة لحالة المريض، ولكن لا بد للمريض من الالتزام بكافة التعليمات التي يوصيها الطبيب خلال فترة التعافي.
قد التود التعرف على أفضل دكتور بواسير في القاهرة
تعليمات هامة للتعافي سريعًا ما بعد عملية الناسور الشرجي
تشمل أهم التعليمات التي يوصي بها الطبيب بعد عملية الناسور الشرجي:
- الاهتمام بنظافة الجرح خاصة بعد التبرز، وذلك بالجلوس بضع دقائق في مادة دافئة مخلوطة بمحلول البيتادين المُعقم.
- اتباع نظام غذائي غني بالألياف؛ منعًا للتعرض للإمساك والضغط على المنطقة المصابة.
- شرب كميات كافية من الماء.
- الحضور في مواعيد المتابعة الدورية لمراقبة عملية الالتئام.
تعرف على : تكلفة عملية الناسور العصعصي بالليزر
كم تستغرق فترة التعافي ما بعد عملية الناسور الشرجي؟
تختلف فترة التعافي ما بعد عملية الناسور الشرجي بين مريض وآخر وذلك بناءًا على مجموعة من العوامل أهمها:
- نوع الناسور الشرجي الذي يعانيه المريض وحجمه وطول قنوات الناسور وعددها.
- نوع التقنية المستخدمة في عملية الناسور الشرجي.
- مدى التزام المريض بتعليمات ما بعد العملية.
- خبرة الجراح القائم على العملية.
انظر ايضا : مضاعفات عملية البواسير والشرخ بالليزر
هل يمكن الوقاية من الإصابة بالناسور الشرجي؟
يمكن تقليل فرص الإصابة بالناسور الشرجي من خلال اتباع التعليمات الآتية:
- اللجوء الفوري إلى جراح متخصص عند ظهور أي خراج في منطقة الشرج؛ وذلك لأن علاجه في البداية يُجنب المريض خطر التعرض للناسور الشرجي.
- الاهتمام بنظافة وجفاف منطقة الشرج بعد عملية التبرز.
- عدم إهمال علاج البواسير والشرخ الشرجي فترات طويلة؛ لأنها من عوامل الخطر التي تُضعف الطبقة المخاطية لفتحة الشرج وتُعرضها للإصابة بالناسور الشرجي.
- المتابعة الدورية لدى جراح الشرج عند الشعور بأي آلام مفاجئة في منطقة الشرج خاصة بالنسبة لمرضى ضعف المناعة أو التهاب القولون التقرحي.
في نهاية حديثنا عن الناسور الشرجي، نستنبط أنه مشكلة يسهل علاجها إذا اكتشف في مرحلة مبكرة، أما إذا ترك ليتشعب فإن مراحل علاجه قد تزداد تعقيدًا وتستغرق كثير من الوقت.
يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن مدة الشفاء من الناسور الشرجي من خلال استشارة الدكتور محمود أبو صفين -استشاري الجراحة العامة والمناظير وجراحات الشرج بالليزر او يمكنك زيارة صفحة الدكتور على الفيسبوك.
اقرأ المزيد عن : أخطر أنواع الناسور
